سخنين
سخنين هي مدينة عربية في شمال فلسطين يقدر عمرها بـ 3500 عام. تقع المدينة في قلب الجليل، وهي مبنية على ثلاثة تلال وترتفع 310 متراً عن سطح البحر. موقع المدينة هو سهلي محاط بجبال عالية تصل إلى 600 متر. سلطة نفوذها هي 9816 دونماً (9.816 كم مربع). تم الإعلان عنها كمدينة في سنة 1995 حسب قانون السلطات المحلية الإسرائيلي. حسب معطيات اللجنة المركزية الإسرائيلية للإحصائيات، والمثبت لنهاية 2009 يعيش في سخنين 25600 مواطن. عدد السكان يرتفع بمعدل سنوي يساوي 2.4 بالمئة. غالبية سكان سخنين عرب مسلمون من السنه ويشكلون 93.8%، والباقي 6.2% هم عرب مسيحيون
تاريخ
سخنين وثورة الـ 1936
لقد قامت سخنين وابناؤها بواجبهم اتجاه وطنهم عند اندلاع حرب الاستقلال الفلسطينية ضد الاستعمار البريطاني الذي اطلق عليها ثورة واضراب 1936.
كانت بداية هذه الثورة منذ العقد الأول للقرن العشرين مرورا بثورات 1921-1929 وحتى 1936 والتي استمرت حتى عام 1939 عند اندلاع الحرب العالمية الثانيةقامت قيادة الثورة بتقسيم البلاد إلى مناطق وعلى كل منطقة وضعت قائدا مسؤولا، وفي كل بلد أو مدينة كان هناك مسؤولا عن فصيل البلد، اما البلد أو القرية نفسها فقد حوت عدة فصائل حسب الحارات والحمائل أو حتى وفق لاتفاق اي مجموعة من المجاهدين على تكوين فصيل قائد.
كانت سخنين مركزا هاما من مراكز الثورة وبعكس غيرها من القرى كان هنالك اتفاقا سواء مباشر أو غير مباشر بين المجاهدين الثوار وبين المخاتثير، وكان في تلك الفترة المختار ابراهيم العبد الله خلايلة الذي كان على اتفاق مع الثوار وقد دفعت سخنين ثمنا باهظها لوقفتها البطولية إذ استشهد العديد من ابنائها وتعرضت لحصار عدة مرات من قبل القوات البريطانية، وكان هذا الحصار يسمى (الطوق) وكانت اقسى هذه الاطواق في عام 1938 حيث عاثت القوات المحتلة خرابا ودمارا في القرية وعذبت ونكلت بأهلها.
سخنين ونكبة الـ 1948
بعد ثورة ال1936 ومعاركها وشهدائها نادى المنادي ان هبوا للدفاع عن الوطن احمو ترابه وصونوا حماه وقد لبت مدن وقرى فلسطين النداء على الرغم من حالة الفقر وقصر اليد وقلة السلاح والذخيرة ونشبت حرب فلسطين عام 1948 والتي خاضها اهل البلادد بشراسة وقد كانت الحرب فلسطينية يهوودية منذ قراق التقسيم 1948 حتى دخول الدول العربية الحرب في 15 ايار 1948 واعترف الباحثون الإسرائيليون بأنها كانت أكثر حرب خسر فيها اليهود إذ قتل فيها حوالي 8000 يهودي على يد القوات الفلسطينية وقد قادي هذه الفرق قادة فصائل ثورة 1936 سابقا.. لبت سخنين النداء وتجند المئات من ابنائهادفاعا عن الوطن وقد تحولت سخنين إلى قلعة تحمي كل القرى والمنطقة ويطرق بابها كل داهمه الخطر وقد برز دور سخنين العسكري بعد سقوط عكا والقرى المجاورة لها في ايار 1948 إذ اخذ اهل سخنين على عاتقهم مهمة حماية القرى الواقعة إلى الغرب مثل ميعار وكوكب وشعب والروة وحاولوا بإمكانياتهم البسطية الدفاع عن هذه القرى وكانت دوريات الحرس تخرج من سخنين وتتمركز في الحاور الهامة لمنع تقدم القوات اليهودية مثل موقع خلايل الشحنة وراس الصعنيبعة والمشرف على طمرة والساحل وغالبية من أستشهدوا من أبنائها سقطوا في تلك المعارك. وكانت مخاتير البلد وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم العبد الله خلايلة وخالد غزال أبو ريا وقد احسوا بالحاجة الماسة للسلاح والاستعداد للقتال فقاموا بجمع 200 ليرة من اهل البلد لشراء مدفع رشاش وقد كلف كل من المرحوم إبراهيم جابر بدارنة والسيد ذيب سلامة بشير بالسفر إلى الشام لشراء قطعتي سلاح من نوع (برن) وأثناء وجودهم في قرية الجش عرض عليهم أحد سكان حيفا المهاجرين شراء مدفع رشاش فرنسي الصنع من طراز (هوشكز) والبفعل اشتروه بمائتي ليرة وقد مر هذا الهوشكرز برحلى شاقة حتى وصل سخنين سالما واستعمل في معظم المعارك التي دارت حول سخنين وبعد الانهيار حاول جنود جيش الانقاذ ان يسرقوه ويأخذوه معهم إلا أن اهل البلد اخذوه منهم بالقوة. في حزيران 1948 سقطت قرية البروة وهجر اهلها إلى الجديدة والقرى المجاورة ورفض اهلها التسليم بالحتلال وفي موسم الحصاد قرر سكان القرية استعادة قريتهم بمعاونة باقي القرى وقد قاموا بطلب المساعدة من كل المسلحين في القرى المجاورة وخرج العشرات من سخنين لاسترجاع البروة وتحريرها ودارت معارك ضارية هوم فيها اليهود وحررت البروة وقد استشهد من سخنين دوخي طه القسوم وجرح المرحوم صالح العيوش بيده نتيجة لقنبلة يدوية وقطعت بده. اصرت سخنين على الصراع وعددت المعارك... وفي أكتوبر 1948 خلال حرب 1948 استولى الجيش الإسرائلي على سخنين، وبعد توقيع اتفاقيات الهدنة في 1949 ضمت مع باقي منطقة الجليل إلى إسرائيل وحاز سكانها على الجنسية الإسرائيلية.
سخنين ويوم الارض
بين 1949 و 1966 خضعت سخنين مع باقي المدن والقرى العربية في المنطقة لحكم عسكري. في سبعينات القرن العشرين قررت الحكومة الإسرائيلية إقامة مدينة كرميئيل اليهودية قرب سخنين وصادرت لهذه الغاية 5000 فدان من الأرض الزراعية التابعة لأهالي البلد. في 30 مارس 1976 تظاهر سكان البلد ضد هذه الخطة مع مواطنين عرب من تجمعات أخرى مما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية وقتل ثلاثة من أبناء سخنين على يد الشرطة وهم الشهداء رجا أبوريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنه. لا يزال هذا الحدث يحتفل سنوياً، في سخنين ومدن عربية أخرى، في إطار "يوم الأرض".
التسمية
في زمن تحوتمس الثاني عرفت باسم (سيجانا) ومعناها وكلاء تجاريون في الشمال حيث كان تجار الارجوان ياتون في فصل الربيع إلى منطقة (وادي القطن) الواقعة شمال غرب سخنين وكان يكثر فيها هذا النوع من الحلزونات الصبغية التي تفرز اللون الارجواني فيجمعه التجار ويبيعون الصبغ لكهنة الفراعنة لصبغ ثيابهم الكهنية للمناسبات الدينية وهو صبغ غالي الثمن البرديات التي وجدت تثبت.ان تحوتموس الثاني أثناء احتلاله للبلاد يذكر انه مر على بلد مدينة عامرة تدعى سيجانا ويصفها ويصف موقعها بالضبط. وبعد أن وقعت البدة تحت احتلال عدة شعوب تغيير الاسم من سيجانا إلى (سوجنين) في زمن الكنعانيين إلى(سوخنين)في زمن العبرانيين والاسم ما زال يحمل نفس المعنى كما هو معروف بالعبرية (سوخنيم) اي وكلاء وحرف الاسم في الفترة العربية إلى سخنين لسهولة اللفظ.
جغرافيا
تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة عكا، وترتفع 30م عن سطح البحر. تبلغ مساحة أراضيها (70192) دونماً، تحيط بها أراضي قرى العزيز ورمانة وكفر مندة وكوكب ودير حنا وعرابة وصفورية. قدر عدد سكانها عام 1922 (1575) نسمة، وفي عام 1945 (2600) نسمة، وفي عام 1948 (3363) نسمة، وفي عام 1949(3477) نسمة، وفي عام 1961 (6100) نسمة. تعتبر القرية ذات موقع أثري يضم خربة شقات التي ترتفع 400م وخربة المرجم وكلتاهما تحتويان على مدافن ونواويس وعتبات عليا منقوشة.
قسم من المعلومات مأخوذ من ويكيبيديا،
النصوص منشورة برخصة المشاع الإبداعي: النسبة-الترخيص بالمثل 3.0. قد تنطبق مواد أخرى. .