دير حنا
دير حنا قرية صغيرة تقع في الجليل شمالي فلسطين يبلغ عدد سكانها حوالي 9000 نسمة (بحسب معطيات أواخر عام 2009). جميع سكانها من عرب الداخل 80% من سكانها مسلمون. تقع فيها آثار قلعة بناها ظاهر العمر في القرن الثامن عشر.
امتاز قصر سعد العمر بضخامته وفنه المعماري كان الصعود اليه بممر واسع بنيت في جهتيه اعمدة عالية مزينة باقواس خشبية بين الاعمدة علقت حلقات معدنية لتعليق القناديل وقد ظن البعض انها استخدمت لتثبيت المشانق للمحكوم عليهم بالاعدام.جدران لسلاح والثاني مقسم إلى غرف سكنيه في جدران القصر فتحات لإطلاق النار وفيه بئران جمعت مياههما من أعلى السطح حيث يصل إلى كل منهما قناة من الفخار تتصل بالسطح. الخوري مرقس في مقاله الانف في مجله الزهرة يصف القلعه والسور : القلعه المحاطه بسور خارجي يبلغ سمكه في الجهات الخطرة التي كانت عرضة لهجوم الاعداء 4امتار في الجهات الأمنيه متران في داخل السور توجد ابراج بشرفات للحراسه وأخرى ضيقه لرمي الرصاص وإطلاق القنابل على العدو يوجد كذلك في ساحة القلعه داخل السور ابار مياه كثيرة كما أن القريه ملاى بمثل هذه الابار لتخزين مياه المطر وللطوارئ يبلغ عدد الابار ستين بئر بنيت خارج القريه 5 ابراج اتنان في الجهه الشرقيه واثنان في الغربيه وواحد في الجنوبيه هذه الابراج التي اقيميت حول القريه كانت اشبه الاشياء باسد رابضه تحمي عرينها الرحاله الفرنسي ولني الذي تجول في بلادنا في مصر وسوريا في سنوات 1770 \1775 تحدث عن التوتر الذي ساد بين ظاهر العمر وولديه عثمان وعلي الذين تمردا على والدهما وتحصنا في دير حنا وعندما اراد ظاهر العمر محاصرتهما وصل اليه خبر من جواسيسه في إسطنبول يؤكد ان عثمان باشا والد دمشق يخطط لمهاجمته فارسل لولديه انه لا يريد مهاجمتهما بل يرغب في ضيافتهما في دير حنا وعندما تمت الزياره قرا على مسامعها نص الرساه التي وصلت فاستعدوا جميعا لملاقاه الوالي المذكور وحدثت المعركه في سهل الحوله سنه 1771 وكان النصر حليفهم وبعد هزيمه ظاهر العمر امام القائد العثماني حسن باشا سنة 1775 وسقوطه في تلك المعركة تحصن ابنه علي في دير حنا لكنه لم يستطع الصمود فهرب إلى صفد ثم نزل في أرض الخيط في سهل الحوله عندها ارسل له والي دمشق محمد العضم ارسل أحد جنوده الاكراد مع فرقه من الجنود بدعوة انهم هاربون من ظلم الوالي. استقبلهم علي الظاهر وكان لحاجه لمن يسانده فاغتاله الجندي المذكور ويدعى إبراهيم القيسرلي سنه 1777 بعد هرب علي من دير حنا تحصن بها عمال ال زيدان الذي رفض الاستسلام لأحمد باشا الجزار والي عكا الجديد وجهه الجزار جيشا لدخول القريه وحاصرها من الجهه الشماليه اولا ولكن مدافعه لم تاثر في ضخامة اسوارها فاراد نسفها بالبارود حفر خندقا تحت السور ولم ينجح لمتانة جدرانه وصلابة حجارتها ولا يزال الخندق معروفا إلى اليوم مغارة اللغم بعدها نقل خيامه إلى الجهه الشرقيه واحتل البرجين بعد أن ضربهما بالمدافع ثم انتقل إلى الجهه الغربيه واحتل أحد البرجين هناك ولم يتمكن من دخول القريه كان عامل ال زيدان وحاكم القلعه رجل صفديا يقال انه يوسف الدبور من ال البطار الذين اقامو في المغار بعد ذلك وما زال احفادهم بها اختار هذا الحاكم على اسوار القلعه لحراستهم نفرا من سكان القريه رجل مسيحي يدعه نخله وهو جد لاسرة حبيب في دير حنا حاليا فاتفق ان غمضت عيناه نخله لسبب التعب فنام وكان عامل ال زيدان يتفقد اقلع وعندما وجد نخله نائما ضربه ضربا مبرحا فقذف هذا الأخير نفسه من على السور وول هاربا إلى الجزار وشرح له عن الأوضاع هناك وان الاهالي غير راضين فهاجم الجزار دير حنا في اليوم التالي تقدم أحد الجنود من الباب الكبير في غرب السور مقابل الجامع ونادى بأعلى صوته ففتح حاكم القلعه الشرفه ليتفقد الوضع عندها اطلق الجندي وقتله وهجموا الجنود على الباب وفتحوه عنوة فاستسلمت القلعه وفتحت الأبواب كلها اما الجنود في هذه الأثناء رجع الجزار إلى خيامه في الجهمة بين دير حنا وعرابه ثم اصدر امرا بشنق البشانقه الذين كانو دائما إلى جانبه يستميتون في خدمته فجاءه امام القريه عرابه من اسرة العاروري جد أسرة ألخطبه الموجودة في عرابه اليوم وطلب ألرحمه والعفو للبشانقه لكنه رفض وهكذا اعدموا مخافتا ان يقوي ساعدهم ويشكلو خطرا على الجزار إما دير حنا فقد صب جام غضبه عليها رحل الجزء الأكبر من السكان ثم نكل من الاخرين وقتل الكثيرين (يعتقد ان عائلة فرحات في مجد الكروم هي من العائلات التي نزحت). هكذا استمرت الحياة بها كقريه صغيره حتى الانتداب البريطاني على فلسطين ان هذا التاريخ الحافل وهذا المجد التليد لدير حنا جعلها موقع اثري له دلالاته التاريخية والحضارية بل ان كل ما تبقى من اثارها كخربتها ألمحصنه وصهاريجها المنقورة في الصخر ومدافعها وأبراجها المتهدمة ما هي الا ومضات مضيئة في تاريخ غابر