باقه الغربيه
باقة الغربية (בקה אל גרבייה) هي إحدى المدن العربية في لواء حيفا في دولة إسرائيل منذ 1949، ولواء طولكرم سابقا أيام الانتداب البريطاني على فلسطين. تعتبر المدينة إحدى المدن المركزية في منطقة المثلث العربي. ضمت باقة الغربية إلى إسرائيل بتاريخ 3 نيسان/أبريل 1949، حين كانت لا تزال قرية، بعد توقيع معاهدة رودوس بين الأردن وإسرائيل، والتي تم بموجبها ضم قرى المثلث إلى دولة إسرائيل المقامة حديثاً آنذاك. وإثر هذه المعاهدة انفصلت البلدة عن باقة الشرقية، أي الجزء من البلدة الذي بقي في الجانب الأردني وأصبح بلدة مستقلة (اليوم تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية). حاز سكان باقة الغربية على الجنسية الإسرائيلية في 1949، غير أنهم خضعوا للسلطة العسكرية حتى 1966. عام 2003 وحدت الحكومة الإسرائيلية بلديتي باقة الغربية وجت تحت المجلس الجديد باقة-جت لتصبح مساحة المدينة 16.4 كم مربع، ويبلغ اليوم عدد سكان المدينة المدموجة حوالي 32,500 نسمة.
تتواجد المدينة على ارتفاع 75 متر فوق سطح البحر وتمتد منطقة نفوذهأعلى نحو 11,000 دونم منها 5,000 دونم معدة للبناء والباقي أراضي زراعية. بلغ عدد سكان المدينة عام 2003 نحو 24,000 نسمة ويقدر اليوم بحوالي 27,000 نسمة، جميعهم من المسلمين. بهذا تكون المدينة سادس أكبر مدية عربية في إسرائيل، بعد الناصرة وأم الفحم والطيبة (فلسطين) وشفاعمرو وطمرة. يتواجد في المدينة 6 مساجد منها مسجدان لطريقة القاسمي الخلواتية (الصوفية)، وتنتشر في أحياء عديدة مصليات مصغرة تلائم الحجم السكاني الكبير للمدينة مقارنة بالمساحة المستعملة للإعمار السكاني. تم الأعلان عن باقة الغربية مدينة في العام 1996، وتحديداً في 17.04.1996، في حفل مهيب جرى في القاعه الرياضيه ضم رئيس الحكومه ووزير الداخليه وعديد من الوزراء والرؤساء.
موقع المدينة
تقع باقة الغربية إلى الشمال من طولكرم على مسافة 12كم منها، وترتفع عن سطح البحر بنحو 75م. تحيط بهذه الأراضي قرى قفين، ونزلة عيسى وباقة الشرقية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وميسر وجت من الجانب الإسرائيلي. أما مناخها فهو مناخ البحر الأبيض المتوسط الحار صيفاً والبارد شتاءً. يبلغ معدل الأمطار فيها من 500-600 ملم في السنة.
كان أحد المراكز السكانية في المدينة سابقا هو بئر باقة، الذي يبلغ عمقه حوالي 24 مترا، حيث كان المصدر الرئيسي للمياه وضخ معظم السكان المياه منه واستعملوا مياهه أيضا للشرب وسقى الزرع. مع الوقت أصبح البئر إحدى الرموز في القرية، حيث كانوا ينشدون أناشيدا للبئر في ذهابهم إلية وإيابهم منه. عندما بدأت باقة تتوسع وازداد عدد سكانها قل دور البئر ولكنه حافظ على قيمته الشعبية، وتم حديثا بناء نصب تذكاري فوق البئر وفيه لوح حجري منقوش عليه شرح مختصر للدور الذي لعبه البئر في حياة سكان المدينة سابقا عندما كانت لا تزال قرية زراعية صغيرة.
أصل التسمية
أختلف في أصل تسمية باقة الغربية، فقيل أنها الحزمة من الزهر أو البقل، وجمعها باقات، وقيل أيضاً حسب رواية د. فاروق مواسي ، ابن باقة الغربية، أنها أخذت من كلمة "باخوس" عند الرومان وهو إله الخمر.
تاريخ المدينة
باقة الغربية - البدايات
يعود تاريخ باقة الغربية حسب المعلومات الموثقة إلى القرن الثاني عشر الميلادي، حيث ذكرها المقريزي في كتابه "السلوك في معرفة دول الملوك". في عام 663 هجري الموافق لـ 1265 ميلادي، قطع الظاهر بيبرس هذه القرية مناصفة بين الأمير علم الدين الظاهري والأمير علاء الدين التنكزي، وذلك عندما تم تقسيم القرى والمدن في فلسطين وإهدائها للمجاهدين الذين حاربوا ووقفوا بوجه الغزاة الصليبيين والبيزنطيين. كذلك تم ذكر البلدة في كتاب "عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان" لمؤلفه بدر الدين العيني، عارضاً تقسيم بلدان فلسطين على المحاربين مع الظاهر بيبرس. جاء ذكر المدينة أيضاً في الدفتر العثماني "المفصل عن ناحية مرج بني عامر وتوابعها"، وذلك في العام 1538. ومما دوّن في الدفتر العثماني أن تعداد سكان باقة الغربية بلغ خمسة أسر مكونة من رب عائلة وأولاده، وعدد الغير متزوجين 11 نفراً. ويذكر الدفتر أن نسبة الضريبة التي فرضت على السكان وصلت إلى 33.3% من الأنتاج، وقد تم تصنيف البلدة أنها تابعة لمنطقة "مرج بن عامر".
أولى الإحصائيات الرسمية للقرية
تعود أولى وثائق رسمية عثمانية متعلقة بباقة إلى عام 1841، حيث وثق عدد سكان القرية آنذاك كـ380 نسمة. تم في نفس السنة بناء أول مسجد في القرية ولا يزال قائما لى يومنا هذا ويسمى المسجد القديم.
القصف البريطاني للقرية أثناء الثورات الفلسطينية
كمثل بقية القرى الفلسطينية أثناء فترة الثورة في فترة 1936 إلى 1939 فرضت برطيانيا حكما عسكريا مشددا على القرية. عندما بلغت المعارك أوجها في عام 1938 فرضت القوات البريطانية حالة طوارئ وأحكام عرفية وعقوبات جماعية على كل قرية يكتشف بوجود مسلحين فيها.أنشأت القوات البريطانية معسكرا في المدرسة الفوقا (العرف اليوم باسم مدرسة الغزالي) وفي يوم 25/8/1938 اصطدمت القوات البريطانية بمجموعة مسكلين ودار عراك مسلح أدى إلى قتل ضابط بريطاني وجرح ثلاثة آخرين. في نفس اليوم هرعت إلى القرية تعزيزات من قوات بريطانية واستمر إطلاق النار إلى ساعات الصباح التالي حيث ارتفع عدد القتلى من الجانب البريطاني إلى ثلاثة.
في صباح اليوم التالي 26/8/1938 أمرت القوات البريطانية جميع سكان القرية بإخلاء منازلهم من دون أن يأخذوا معهم شيئا من أغراضهم، ثم أخرجت من رفض بالقوة وجمعتهم في ثلاثة مناطق مكشوفة. بعد ذلك بدأ قصف كثيف على القرية انتهي في ساعات المساء بعد أن خلف دمارا شاملا لقرية بهذا الحجم حيث أحرقت معظم البيوت الخشبية الصغيرة ودمر أكثر من 70 منزلا تماما. بعد القصف اقتيد سكان القرية إلى معسكر نور الشمس القريب من طولكرم مشيا على الأقدام وناموا هناك.
في اليوم التالي أعيد سكان القرية إليها ليروا ما بقي منها بعد القصف وانتشر الأمر بسرعة في المدن الفلسطينية، حيث كانت هذة الحادثة إحدى أكبر الهجمات البريطانية على القرى العربية أثناء الثورة، وقدمت المدن والقرى المجاورة مساعدات مادية لسكان القرية أثناء إعادة إعمارها.
العهد الحديث بعد النكبة
بموجب اتفاقية رودوس عام 1949 بين الأردن وإسرائيل سلمت القرية لإسرائيل لتصبح ضمن الأراضي الإسرائيلية. يجدر بالذكر أن القرية لم تكن مسماة "باقة الغربية" وإنما "باقة"، وتسمية "باقة الغربية" الحديثة جاءت بعد قرار التقسيم ضمن الاتفاقية حيث كان الخط الأخضر لوقف إطلاق النار يمر عبر باقة ممى إدى إلى تقسيمها إلى قمسين: القسم الشرقي وسمي بـ"باقة الشرقية" تحت حكم الأردني والقسم الغربي وسمي بـ"باقة الغربية" تحت الحكم الإسرائيلي.
تطورت باقة الغربية بشكل ملحوظ ابتداءً من التسعينيات حيث تم إعادة بناء أربع مدارس ابتدائية ورممت بشكل واسع مدرسة ثانوية. جددت بالكامل معظم البنايات الرسمية وبعضها انتقلت إلى منشآت حديثة.
العزل عن باقة الشرقية ونزلة عيسى
ضمن خطة الإنفصال الإسرائيلية عام 2002، التي أسسها رئيس الوزراء آنذاك أرئيل شارون، توجب بناء جدار أمني يعزل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية عن الأراضي الإسرائيلية تماما. بدأ بناء الجدار العازل عام 2002 ولا يزال مستمرا.
مدينة باقة الغربية تقع على الخط الأخضر وتلتحم مع قريتا باقة الشرقية ونزلة عيسى، مما توجب إنشاء الجدار في هذه المنطقة وكأنه يقسم مدينة واحدة إلى قسمين. الجدار يمر في الحدود الوهمية بين المدينة والقريتين حيث يشق طريقه ملاصقا للاحياء الشرقية في المدينة، مشكلا عائقا اجتماعيا لسبب أن سكان هذه الأحياء كانو بمثابة جيران لسكان نزلة عيسى وباقة الشرقية.
من الناحية الاقتصادية كانت الضربة قوية على القريتين حيث أصبح مئات العمال باطلين عن العمل بسبب انقطاع طرقهم إلى العمل وتشتيت العديد من فرص العمل المتاحة داخل الخط الأخضر. عانت باقة الغربية في بادئ الأمر من ضربة اقتصادية بسبب اختفاء سوق كامل كان قائما على الرقعة بينها وبين باقة الشرقية وشكل إحدى البؤر الاقتصادية في المنطقة حيث اجتذب مئات السكان منهم العرب واليهود للتسوق يوميا باسعار زهيدة لارتباطه بالضفة الغربية.
دمج مجلس جت المحلي المجاور مع بلدية باقة الغربية
في عام 2003 تم دمج المجلس المحلي لقرية جت المجاورة مع مجلس باقة الغربية بالرغم من معارضة سكان كلا البلدين، وأنشء المجلس المحلي الجديد باقة-جت. كان هذا الدمج ضمن خطة لوزير المالية آنذاك بنيامين نتنياهو لحلة أزمة اقتصادية كانت تمر بها الدولة آنذاك حيث اعتمدت الخطة على تقليصات في المصاريف الحكومية.
في عام 2006 وصلت مشاكل البلدية وديونها إلى ذروة اضطرت وزير الداخلية للأمر بحل المجلس وبعث لجنة مكلفة لإدارة البلدية. عند حل المجلس كانت البلدية تعاني من أزمة مالية كبيرة نتجت عن تراكم مزمن للديون بسبب جباية غير فعالة للضرائب من جهة الإدارة وتقاعس عن دفع المستحقات من جهة السكان، بالإضافة إلى الفساد والإدارة الغير صالحة. قدرت الديون آنذاك بـ130 مليون شيقل (حوالي 30 مليون دولار أمريكي).
بدأت اللجنة المكلفة بعمليات إصلاح موسعة منذ أواخر عام 2006 حيث كانت الجباية في رأس سلم أولوايتها. شنت حملة جباية موسعة ومكثفة ما زالت مستمرة بهدف تسديد جميع الديون وحث السكان على عدم التقاعس عن الدفع من جديد. كانت ثمار هذه الخطة سريعة النضوج حيث بدأ تعبيد الشوارع وتنظيفها من جديد للمرة الأولى منذ حوالي عقد من الزمن ووضعت أسس لخطط إسكانية وصناعية جديدة بالإضافة إلى تسارع ترميم المدارس والمؤسسات، وتم تجديد كثير من البنية التحتية في المدينة.
حاليا تمر الدينة المدموجة عموما وباقة الغربية خصوصا بخطط عمرانية وإصلاحية واسعة. سيتم توسيع المنطقة الصناعية في المدينة لزيادة الناتج المحلي وتوفير فرص عمل. سيتم ترميم الشوارع وإنشاء شبكة شوارع جديدة لإيصال الأحياء المستحدثة بمركز المدينة وشق طرق مباشرة إلى الشارع السريع عابر إسرائيل الذي يمر بمحاذاتها. كخطة مستقبلية سيتم تحضير المدينة للبناء إلى أعلى نظرا للحصر الجغرافي بالجدار العازل شرقا والمنطقة الصناعية الجديدة جنوبا وشارع عابر إسرائيل غربا وقرى أخرى شمالا.
بالرغم من الإصلاح المكثف والملحوظ في البنية التحتية، اندلع في المدينة منذ نهاية عام 2008 انفلات أمني شديد بحيث أصبحت عمليات السطو على الممتلكات والقتل ظواهر منتشرة للمرة الأولى في تاريخ المدينة.
معلومات عن المدينة
قبل قرنين من الزمن سكن باقة الغربية عائلات نزحت من علار, مجدل, غزة واللّبن غنايم إلى قرية باقة، بالإضافة إلى بعض المصريين من بقايا الحملة المصرية في القرن الماضي. بلغ عدد سكان باقة الغربية عام 1922 حوالي 1443 نسمة، ويقدر اليوم بحوالي 27,000 نسمة.
أشارت إحصائيات العام 2003 (من وحدة الأحصاء المركزية) إلى أن نسبة التكاثر الطبيعي في باقة الغربية تبلغ حوالي 3.1%، وتصل نسبة الرجال إلى النساء فيها إلى 943 امرأة لكل 1000 رجل. وتبلغ نسبة الحاصلين فيها على شهادة الأنهاء بنجاح مرحة التدريس الثانوية نحو 52%. يبلغ مستوى دخل الفرد في باقة نحو 920$ للفرد.
بضم قرية جت يبلغ عدد سكان المدينة المدموجة حوالي 32,500 نسمة، 51% منهم من الذكور. يكون سكان باقة الغربية 80% من سكان المدينة المدموجة.
قسم من المعلومات مأخوذ من ويكيبيديا،
النصوص منشورة برخصة المشاع الإبداعي: النسبة-الترخيص بالمثل 3.0. قد تنطبق مواد أخرى. .