جسر الزرقاء

<معلومات عن قرية جسر الزرقاء جسرالزرقاء... بين جذور التاريخ..وجمال الموقع..ومرارة الواقع

تحديد الموقع: تقع جسر الزرقاء بموقعها الطبيعي الجميل في منطقة ما يسمى"الشارون الشمالي" بمحاذاة شاطئ البحر الأبيض المتوسط. القرية تبعد 40 كم عن حيفا وحوالي 50 كم عن تل-أبيب, في جنوبي غرب قرية الفريديس بنحو ثلاثة عشر كيلومتر.ويحدها من الشمال كيبوتس "معجان ميخائيل" ووادي التماسيح ومن الجنوب قيساريا والى الشرق منها يمر الطريق السريع تل أبيب حيفا والى الشرق منه "بيت حنينا" حيث يمر الشارع القديم بين حيفا وتل أبيب أيضا أما من الغرب فيحدها البحر المتوسط.يمكن الدخول إلى القرية من الشارع القديم حيفا تل أبيب ثم من اسفل الطريق السريع عن طريق نفق ضيق اوعن طريق مدخل اخر للقرية من الجهة الشمالية للقرية عن طريق جسرعلوي فوق الشارع السريع.منظر عام للقرية

التاريخ والاصل: تأسست قرية جسر الزرقاء رسميا عام 1922 م، مع أن هناك معالم كثيرة تدل على وجود هذه القرية قبل هذه السنة ولكن تعدد الروايات تجعل المصادر غير موثوق بها.ومن الصعب الاستناد عليها. يعود ورود السكان إلى جسر الزرقاء إلى عدة أسباب رئيسية:- 1- بدو رحل - حيث تنقلوا من مكان لمكان. 2-ثأر, التنقل هربا وخوفا من الانتقام. 3- نزوح نكبة عام 1948. سكان جسر الزرقاء ينتمون إلى أكثر من 20 عائلة، أكبرها وأقدمها عائلتي عماش وجربان 40% عائلة عماش 30% عائلة جربان ويشكلا معا نسبة حوالي 70% من مجموع عدد السكان. الجذور: عائلة عماش: تعود جذور هذه العائلة إلى قرية كفر قدوم في الضفة الغربية، وتروي الروايات ان أربعة اخوة وهم : أحمد، عيسى، تمام، وعلي عماش قدموا منذ حوالي سنة 1900 م من كفر قدوم وسكنو منطقة الكبارة بعد أن تناسبوا مع عائلة جربان التي سبقتهم السكن في تلك المنطقة. عائلة جربان : تعود جذور هذه العائلة إلى منطقة جربة الواقعة على حدود الأردن العراق وكانوا عبارة عن بدو رحل تنقلوا من منطقة إلى منطقة واستقروا في نعيمة الحصن. وقد أطنب أبناء عودة عودة علي من سكان نعيمة الحص على الامير مشحم من منطقة عرب الحوارث جنوب مدينة الخضيرة بعد مقتل أحد الرعيان في عربهم. عملوا الاخوة (علي، يوسف، عبد، حسن عودة) بمزارع الامير لفترة معينة, انتقلوا بعدها إلى منطقة الكبارة وعملوا هناك في مزارع الحاج ياسين الماضي, وكونت عائلة جربان وعماش معا 86 عائلة (زوج وزوجة) حتى سنة 1915. عائلات أخرى: عائلة شهاب: وقدمت هذه العائلة من جبل حوران في سوريا في حوالي سنة 1930 م. عائلة نجار: وقد قدمت من العريش المصري في زمن إبراهيم باشا. ذوي البشرة السوداء: هم عائلات كانوا يعملون مع إبراهيم باشا, وقد سكنوا منطقة الكبارة ونزح الكثير منهم إلى منطقة الأردن عام 1948. اما باقي العائلات الصغيرة فقد سكنت جسر الزرقاء بعد زواج الكثير من الشابات مع شباب مسلمين من القرى المجاورة وفيما بعد سكنوا قرية جسر الزرقاء. في عام 1924 قامت شركة بيكا (في زمن البارون روتشلد) بالاستيلاء على منطقة الكبارة وطردتهم, فسكنوا واستقروا في منطقة جسر الزرقاء اليوم. استلمت كل عائلة (زوج وزوجة) 32 دونم, منها 26 دونم شمال النهر و16 دونم جنوب النهر (نهر الزرقاء) وما يسمى وادي التماسيح، في عصر إبراهيم باشا عملت سبعة طواحين وكانت أشهرها طحونة الزمار وغظيات، اشتهرت هذه المنطقة بمنطقة مستنقعات ومغطاه بأشجار الطرفة والقصيب والجريح والسمار. نهر التماسيح-الزرقاء

ضفة نهر التماسيح

سبب التسمية: تتميز جسر الزرقاء بموقعها الجميل الخلاب وطبيعتها الحلوة، إضافة إلى موقعها على شاطئ البحر فانه يمر منها وادي التماسيح الذي سماه العرب وادي الزرقاء سابقا.حيث كان من شدة نظافته ونقائه وصفاء مائه يعكس لون السماء فتراه ااما الجسر الاثري الخلاب والذي بني على النهر فهو يقع شمالي القرية، ومن هنا جاء اسم القرية جسر الزرقاء، هذه الجسر اليوم هو تحت نفوذ وسيطرة كيبوتس" معجان ميخائيل " اذ يفصل بين الكيبوتس وبين القريه شمالا. هذا واشتهر سكان قرية جسر الزرقاء باسم "الغوارنة" نسبة إلى القبيلة البدوية التي انتقلت من غور الأردن أو غور "الحوله" الذي سكنوه قبل مجيئهم إلى هنا هاربة من الجفاف الذي اصاب ارضها في القرن التاسع عشر. الجسر الاثري

مواقع اثرية جميلة

البيوت الأولى: بنيت أول بيوت من الحجارة على يد المرحومين : علي اشخيدم جربان.محمود اشتيوي عماش.فياض احمد نجار.حمدان احمد أبو سويلم.محمد عيسى العماش. نظام المخترة : في جسر الزرقاء سيطر نظام المخترة على الإدارة المحلية كباقي القرى العربية في البلاد.., ومن أسماء المخاتير الذين حكموا جسر الزرقاء لفترات متفاوته المرحومين: محمود العبد، ياسين, فلاح عماش, اشتوي عماش, حسين محمد خليل عماش، إبراهيم محمد الخليل عماش، ذيب العلي اشخيدم جربان. معاناة السكان: يذكر ان المياه وصلت القرية سنة 1962 بواسطة سكان القرية لعدم وجود مجلس انذاك, فقبل ذلك كان السكان يستعملون مياه نهر الزرقاء (وادي التماسيح), الينابيع والابار. اما الكهرباء وصلت فقط عام 1970. الاراضي الواقعة شرقي القرية المقابلة للشاريع السريع والمعروفه لاهالي القرية (اراضي الزور). والاراضي الموجودة في" كيبوتس معجان ميخائيل " كانت تابعة لسكان القرية وما زالت بعض الاثار والقبور موجودة حتى اليوم واشهرها المقبرة الاسلامية التي تحوي الاف القبور والاضرحة لموتى المسلمين من سكان القرية والمعروفه باسم مقبرة "الشيخ سالم".إلا أن جميع هذه الأرضي صودرت في سنوات الستين والسبعين. اما الاراضي غربي القرية بمحاذاة وادي التماسيح (نهرالزرقاء) ومنطقة الشاطئ فهي تحت نفوذ المجلس الإقليمي (حوف هكرمل) الذي يمنع البناء عليها أو حتى تطويرها. من يقوم بزيارة جسر الزرقاء وشاطئها الساحر ويتعرف على القرية الساحلية عن قرب يكتشف أنها أشبه إلى حد كبير بمخيم لللاجئين لا أكثر. تعاني الاهمال في البنى التحتية على كل المستويات، وحتى الطريق إليها معقدة بسبب طريق الساحل السريع(حيفا-تل أبيب) والسكان يعيشون بما يشبه السجن محرومون من البناء والتوسع وشاطئها يفتقد التطور والرعاية والاهتمام الفعلي من قبل جميع السلطات الحكومية. جزء من التكاثف السكاني

قرية الصيادين: على شاطئ البحر ترى أكوخا صغيرة مصنوعة من الخشب والصفيح وغيرها من مواد بدائية. يستخدمها الصيادون كمخازن لالياتهم ومععداتهم الذي يستعملونها للصيد. وتجد كذالك قوارب ملونة ومراكب صغيرة يستخدموها الصيادون في عملهم. فقد كان فرع صيد الاسماك مزدهرا قديما وكان يشكل مصدر رزق لاكثر من نصف سكان القرية قبل حوالي عشرين عام إلا أن هذه المنطقة لم تتطور حيث ظل الميناء صغيرا يفتقد ابسط الحقوق ليكون فعلا ميناء للصيد. وتوجه الكثير من السكان للبحث عن مصادر رزق أخرى في المدن والقرى اليهودية المجاورة. أما اليوم فتعتمد حوالي 30 عائلة وبيت من القرية في معيشتها على صيد الأسماك ويملكون حوالي 20 قاربا للصيد. منها قوارب غير صالحة للاستعمال وقد ظلت متروكة مدمرة على الشاطئ لتذكر بعهد وردي مضى. لقد تأسست قرية الصيادين منذ تأسيس القرية عام 1922 م, وكانت قوارب الصيادين انذاك بدائية بسيطة تعمل بالمجاديف وكانوا يطلقون عليها اسم السنابك. يذكر انه على الرغم من التغيرات والتطورات التي حدثت إلا أن هذا الحال ما زال مستمرا فأبناء الصيادين الأوائل وأحفادهم الذين عاشوا معظم حياتهم في البحر ولا يستطعون مفارقته رغم اخطاره وقلة المرابح وظروفهم الصعبة استمروا في العمل بالصيد وثابروا من اجل بقاء المهنة ليبقى هذا المكان رمزا ومعلما من معالم التراث. قوارب الصيادين

جمال الامواج

معادلة المعاناة: " جسرالزرقاء افقر بلدة في هذه البلاد بجوار "قيسارية" اغنى بلدة هذه البلاد!! ". سكان جسر الزرقاء يعانون من وضع اقتصادي واجتماعي صعب للغاية.. تعاني البلدة من مسطح بناء ضيق للغاية، لا مجالات تطويرية، ولا بنى تحتية ملائمة، فقر وبطالة. تقع هذه القرية إلى جانب قيسارية، مدينة ميناء فلسطينية. سكنها قبل النكبة ما يقارب ألف فلسطيني، هجّرتهم عصابات «الهاغاناة». اليوم، لا يسكنها سوى أغنياء اليهود. باتت قيسارية مرتعاً للأغنياء أصحاب السفن الخاصة ولاعبي «الغولف». منطقة سياحية، الشق السكني فيها تملأه العمارات الحديثة. لكل بيت حديقة ومدخل خاص وسيارة فخمة. .في نهاية عام 2002، استيقظ أهالي جسر الزرقاء على واقع جديد!.. «الجيران» من قيسارية يبنون جداراً ترابياً يفصلهم عن جسر الزرقا. وأقامت السور وموّلته شركة تطوير قيسارية، من دون ترخيص قانوني ومن دون التنسيق مع مجلس جسر الزرقاء المحلي ومن دون علم سكان القرية. يمتد الجدار أيضاً على طول 1.5 كيلومتر، وارتفاعه خمسة أمتار. أهالي قيسارية عمدوا إلى إكساب الجدار منظراً طبيعياً، إذ زرعوا الورود والاشجار في تربته. الشركة التي بادرت إلى بناء الجدار ادعت بأنّهَ «مانع للصوت»، علماً بأنَّ منع الصوت لا يمكن من خلال أسوار ترابية. السكان قالوا إنهم ينزعجون من صوت الموسيقى والمؤذن والحفلات والالعاب النارية، كذلك ادّعوا أن الأحياء الشمالية من قيسارية المجاورة للقرية العربية «انخفضت قيمتها» في هذه المنطقة. الجدار الفاصل بين قرية جسر الزرقاء وقيساريا

بحسب تقرير «المؤسسة العربية لحقوق الإنسان»، فإن الجدار الترابي يمنع إمكان شق شارع التفافي للقرية، مثلما هو مخطط له من قبل. كذلك فإنه يمس بشكل قاسٍ بالمحيط الخلاب، إذ يسد منظر البحر والطبيعة ويؤدي إلى الاكتئاب والإحباط لدى السكان خاصة في الحي الجنوبي في القرية. واذا نظرنا إلى الجهة الشرقية من القرية، نجد أن الطريق الساحلي السريع حيفا-تل ابيب (الذي حصد ارواح الكثير من شباب واطفال القرية) يحد القرية من الشرق، ومن الشمال يحدها المحمية الطبيعة والتي يمنع البناء والتوسع بها ,ومن الشمال الغربي "كيبوتس ميعجان ميخائيل"، ومن الجنوب الجدار الفاصل. ومن الغرب في طبيعة الحال البحر. الشارع السريع

حالة اجتماعية اقتصادية ثقافية: تبلغ نسبة التكاثر الطبيعي في القرية حوالي 2,5% سنويا، وتعتاش الأغلبية الساحقة من السكان على العمل في المناطق الصناعية في المدن القريبة منها بأجر يومي ويعتمد قسم اخر من السكان على العمل في الحرف والمهن الحرة. يضطر بعض سكان القرية إلى مغادرتها والسكن في القرى العربية القريبة منها وذلك بسبب قلة الاراضي المخصصة للبناء وعدم توفر المشاريع السكنية فيها ولهذا نرى مركز القرية مزدحم بالبنايات وتقل فيه المناطق الخضراء والحدائق العامة. تعتبر نسبة الاكاديمين مي مختلف الاختصاصات العلمية والادبية من النسب المتدنية في البلاد، إذ تعاني المدارس الاهمال من قبل السلطات المحلية والحكومية. هذا مع وجود طلاب متفوقين واصحاب مواهب مختلفة بفتقدون من يرعاهم ويحافظ عليهم ويطور قدرتهم وكلهم يعتمدون على الاكتفاء الذاتي. وهناك الكثير ممن انهى تعليمه الاكاديمي وترك القرية وسافر خارج البلاد لعدم توفر ما يعينهم على البقاء في القرية. حسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية فان القرية تقع في الدرجات السفلى من السلم السوسيولوجي الاقتصادي. عانت القرية خلال فترات زمنية طويلة جدا وما زالت تعاني حتى اليوم من مستوى تطويري منخفض فقد تم تجاهل احتياجات القرية من الناحية التطورية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وما كتب هنا غيض من فيض. وتبقى جسرالزرقاء القرية العربية الفلسطينية وبالرغم من الالام..ومرارة الواقع وجرح الايام..تبقى بطيبة قلوب اهلها الاعزاء الاطياب.. وبموقعها الجميل الخلاب.. وشاطئها الساحر الجذاب. تبقى كالصخرة الصلبة..على الشاطيء شامخة ..لا تهزها الرياح العاتية..ولا تكسرها الامواج العالية...فهذا الالم فمن يغيره ويزرع الامل؟ منظر الغروب

سحر شاطئ البحر