جنين
جنين مدينة فلسطينية، ومركز محافظة جنين وأكبر مدنها، تقع في شمال الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية. تعتبر تاريخيا، إحدى مدن المثلث في شمال فلسطين، وتبعد عن القدس مسافة 75 كيلومترا إلى الشمال. تطل جنين على غور الأردن من ناحية الشرق، ومرج بن عامر إلى جهة الشمال.
بالرغم من قلة عدد سكانها حتى تاريخ وقوع النكبة مقارنة بالمدن الفلسطينية الأخرى، إلا أن لها ثقلا اقتصاديا أكبر بكثير من حجمها السكاني. يبلغ عدد سكان المدينة 39,000 نسمة، أما المحافظة فيقطنها حوالي 256,000 نسمة.
تصل مساحة مدينة جنين وحدها إلى 21,000 دونم، مما يجعلها ثالث أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية بعد الخليل ونابلس، بينما تبلغ مساحة محافظة جنين 583 كيلومترا مربعا أي 9,7% من مساحة الضفة الغربية الإجمالية. يتبع المدينة مخيم جنين الذي يقع غربها ويسكنه 16,000 لاجئ. وترتفع المدينة عن سطح البحر بمعدل 175 مترا.
عُرفت جنين بعدد من الأسماء عبر الزمن، وقد ورد اسم المدينة في مصادر وآثار المصريين القدماء والبابليين والآشوريين، فوفقًا لعلماء الآثار فإن الكنعانيين هم من أسسها في حدود سنة 2450 قبل الميلاد، وبهذا تعتبر من أقدم مدن العالم التي لا تزال مأهولة بالسكان. [1] كانت تسمى قديمًا عين جانيم وتعني الجنائن، حيث ارتبط اسم المدينة بمرج بن عامر الذي يعتبر أخصب أراضي فلسطين التاريخية، وفي عهد الرومان كان في بقعتها قرية ذكرت باسم "جيناي" من قرى سَبَسْطية.
سيطرت على جنين الكثير من القوى، فكانت تارة تنهض وتارة أخرى تنتكس، إلا أن المدينة ازدهرت في أواخر الحكم العثماني وتأسس فيها أول مجلس بلدي في عام 1886. تطورت الحياة في جنين بصورة متسارعة عبر ما يزيد عن القرن بازدياد عدد اللاجئين إليها، حتى بلغت منزلتها المهمة بين المدن الكبرى بالضفة الغربية في العصر الحديث.
كان لمدينة جنين شأن عظيم في النضال الوطني الفلسطيني منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وظلت هاجسا بالنسبة لإسرائيل بسبب قربها من مدن الداخل ومشاركة عدد كبير من أبناءها في العمل المسلح ضد إسرائيل، خصوصا بعد الانتفاضة الثانية.
تسمية
تقوم مدينة جنين على الأرض التي كانت تقوم عليها مدينة "عين جنيم"[5][6] وتعني بالكنعانية عين الجنائن. لذلك سُميت بهذا الاسم بسبب الجنائن التي تحيط بها.[7]
ذًُكرت مدينة "عين جنيم" في التوراة على أنها إحدى المدن التي سكنها اللاويون المنتمين لقبيلة "إسحقكر"،[8] والذين غيروا اسمها إلى "جنّت" بعد بضع سنوات من استقرارهم بها. وفي كتابات أخرى يُرمز إلى المدينة باسم "جيني"،[9] ويذكر المؤرخ اليهودي "يوسيفوس فلافيوس" أن مدينة جنين كانت إحدى مدن شمال السامرة.[10]
تاريخ
العصور القديمة
توفرت في موقع جنين المظاهر الطبيعية اللازمة لأي استقرار بشري، ففيه توفر الماء والسهل والجبل والأودية والكهوف، وبالتالي وفر هذا الموقع الماء والغذاء والمأوى والطريق. وعليه فليس من المستغرب أن يكون الإنسان الأول قد أقام في هذا الموقع ولا سيما أنه اكتشفت بقايا الإنسان الأول في جبل الكرمل القريب من موقع جنين، وفي نفس الوقت ليس هناك ما يحول دون انتقال ذلك الإنسان من جبل الكرمل إلى جنين. وقبل الميلاد بقرون عديدة كانت مدن بيت شان (بيسان) ومجدو ودوثان، وحتى تقوم بين هذه المدن علاقات تجارية فلا بد من موقع وسطي يقوم بتقديم الخدمات للقوافل التجارية، وأنسب موقع في هذا المجال هو موقع مدينة جنين الذي بقع في وسط المثلث الذي شكله مواقع تلك المدن. ويعزز هذا الرأي ورود اسم المدينة في النصوص المصرية القديمة وفي الوثائق البابلية والآشورية. وقد ورد اسم المدينة في التوراة باسم "عين جنيم" أو "Eun Gannim" (بالعبرية: ג'נין) أي عين الجنات لكثرة مياهها وبساتينها، وكانت تعرف باسم "باب السامرة" (سبسطية الحالية) لأنها تقع عند بداية الوادي الذي يصل بين مرج ابن عامر وجبال السامرة. ونظراً لعدم حصانة موقع عين جانيم أنشأت في ذلك الوقت "مدينة بلعام" (بلعمة حالياً) التي تقع جنوب جنين ومشرفة على طريق السامرة. والمعروف أن جنين الحالية تقوم على المنطقة التي كانت تقوم عليها مدينة "عين جانيم" العربية الكنعانية.
سكان
إن نمو عدد السكان في جنين لم يكن بمعدل كبير في الفترة الممتدة بين عاميّ 1922 و1931، وذلك بسبب هجرة العديد من سكانها إلى مدن السهل الساحلي، إلا أن هذا النمو بدأ يرتفع فيما بعد ليتضاعف عام 1947م؛ بسبب عودة سكان المدينة إليها، وبفعل الركود الاقتصادي الذي أصاب المناطق الساحلية، وبحكم الحرب العالمية الثانية والأحداث الجارية في المنطقة. وفي عام 1952 سجل تعداد سكان جنين ارتفاعاً كبيراً بعد تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين عقب نكبة العام 1948، وعاد لينخفض انخفاضاً حاداً عام 1967 بسبب نزوح أعداد كبيرة من سكان المدينة إلى شرق الأردن ودول الخليج في أعقاب نكسة عام 1967. وفي سنة 1980 عاد عدد السكان للارتفاع بسبب عودة سكان المدينة إليها وما زال يواصل ارتفاعه حتى الآن.[37]
وفقاً لإحصاء عام 2007، فقد بلغ عدد سكان مدينة جنين 39,000 نسمة، من بينهم 19,238 إناث و 19,766 ذكور. كما يبلغ عدد سكان مخيم جنين الذي يقع غرب المدينة 16,000 لاجئ، حسب إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي أشارت إلى أن 42.3% من سكان المخيم هم دون سن الخمسة عشر عام، وهذا يعني أن النسبة الكبرى من سكان جنين ومخيمها من الشباب. أما بالنسبة للعدد الإجمالي لسكان محافظة جنين فقد بلغ في عام 2007 حوالي 256,000 نسمة، وهو ما يشكل نسبة 6,8% من تعداد الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية. يُشكل المسلمون الغالبية العظمى من السكان كباقي مناطق الأراضي الفلسطينية، وتتواجد أقلية مسيحية تنتشر في بعض قرى المحافظة وفي جنين نفسها. وهذا جدول بأعداد سكان منطقة جنين في سنوات مختلفة: