حلب
حلب مدينة تقع في شمال سوريا وهي أكبر المدن السورية ومركز محافظة حلب التي تعد أكبر محافظات سوريا من حيث عدد السكان. تعد حلب إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم، فهي مأهولة منذ ما لا يقل عن أربعة آلاف عام. كانت حينها عاصمة لمملكة يمحاض الأمورية، وتعاقبت عليها بعد ذلك حضاراتٌ عدة مثل الحثية والآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. وفي العصر العباسي برزت حلب كعاصمة للدولة الحمدانية.
وفي العصر العثماني تنامت أهمية حلب حتى صارت ثالث أهم مدينة في الإمبراطورية العثمانية بعد الأستانة والقاهرة. لكن مكانتها بدأت بالتراجع بعد انهيار الدولة العثمانية بسبب انفصال حلب عن الأناضول الذي كان يعتمد اقتصادها على التجارة مع مدنه، خاصة المدن التي كانت تابعة لولاية حلب تاريخيا كعينتاب ومرعش وأضنة ومرسين، والتي ضمها كمال أتاتورك إلى تركيا في مطلع العشرينات، وأدت هذه القطيعة إلى كساد وتدهور كبير في اقتصاد حلب. كما أن انفصال سورية عن العراق بفعل اتفاقية سايكس بيكو أساء أيضا إلى تجارة حلب. وتفاقم تدهور الاقتصاد الحلبي أكثر بعد استيلاء أتاتورك على لواء الإسكندرون في أواخر الثلاثينات، ميناء حلب الأساسي. كل هذا بالإضافة إلى جعل مدينة دمشق عاصمة لسورية ساهم في التراجع لأهمية حلب، إلا أنها مع هذا لا تزال العاصمة الاقتصادية لسوريا، كانت حلب والريف المحيط بها تعطي معظم الناتج الإجمالي السوري حتى نهاية الخمسينات.[4]
تشتهر حلب بأوابدها التاريخية الكثيرة مثل قلعتها الشهيرة، كما أن أبوابها وأسواقها من أعرق أسواق الشرق، وكنائسها ومساجدها ومدارس العلم فيها وصناعاتها ذائعة الصيت منذ زمن بعيد، وتحمل هذه المدينة تراثاً متميزاً في كافة المجالات العلمية والفنية والأدبية والثقافية. نظرًا للأهمية التاريخية والعمرانية التي تتمتع بها مدينة حلب فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو كمدينة تاريخية هامة نظراً لتنوع وغنى التراث الإنساني الذي تشمله خاصةً وأن فيها أكثر من 150 معلماًأثرًيا هامًا تمثل مختلف الحضارات الإنسانية والعصور. وفي العام 1986 سجلت مدينة حلب القديمة ضمن السجلات الأثرية ووضعت إشارة على صحائفها العقارية تثبيتًا لعدم جواز هدمها أو تغيير معالمها أو مواصفاتها حتى من قبل بلديتها إلا بعد أخذ موافقة الجهات الأثرية العالمية وسجلت على لائحة التراث العالمي[
التسمية
كما هو حال معظم المدن القديمة هنالك عدة نظريات حول اسم المدينة حيث ذكرت المدينة في الكثير من المخطوطات والوثائق التاريخية القديمة نذكر منها:
• ورد ذكر حلب في رقم مملكة إبلا باسم أرمان كما ورد اسمها مكتوبا حلب افي رقم مملكة ماري (1750 ق.م) عاصمة لمملكة يمحاض (يمحد) عاصمة شمال سوريا في عهد الأموريون.
• وقيل بأن كلمة حلب تعني في اللغة العمورية معادن الحديد والنحاس أما في الآرامية فاسم حلب محرف من (حلبا) التي تعني البياض نسبة إلى بياض تربتها وحجارتها، ومثلها كلمة حليب على سبيل المثال.
• قد ذكر خير الدين الأسدي أن كلمة حلب مؤلفة من كلمتين (حل-لب)أي مكان التجمع وتركز الناس.
• وقد أطلق عليها سلوقوس نيكاتور (أحد قادة الإسكندر المقدوني) عام 312 ق.م اسم(Bereoa) بيرواو تلفظ بالفرنسية بيريه (BERE)، على اسم مسقط رأس فيليبوس الثاني المقدوني والد الإسكندر المقدوني، وبقيت حلب تحمل هذا الاسم طيلة العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية.
• وقد ورد في الأساطير أن إبراهيم الخليل قد خيّم في مرتفع الحصن وسط مدينة حلب الذي أصبح بعدئذ قلعة حلب، وكان يحلب غنمه ويتصدق بحليبها على الفقراء، الذين كانوا يقولون "حلب" الشهباء أي حلب بقرته الشهباء "أي التي في لونها بياض" فسميت المدينة (حلب) نسبة إلى إبراهيم الخليل.
• المؤرخين يقولون إن اسم (حلب) والأسماء الأخرى مثل خلابة وخالوبو وخلبو كانت تطلق على المدينة قبل وجود إبراهيم الخليل في حلب.
• في الوثائق الحيثية عرفت باسم (خلب)
• في الوثائق المصرية عرفت باسم (خالوبو)
• في الوثائق الكلدانية والأكادية عرفت باسم (خلابة - حلاب - خلبو)
على أي حال، فإن التأويل الآرامي للاسم نسبة إلى البياض هو التفسير الأكثر قبولاً ضمن الوسط الثقافي الحلبي حالياً.
بالنسبة للاسم في اللغات الأجنبية، يتم استخدام كلٍ من Alep و Aleppo دون تمييز رغم أن Aleppo هي عبارة عن نسخةٍ إيطالية من الاسم في الأساس.
التاريخ
حلب مدينة تاريخية عريقة وهي من أقدم المدن على وجه الأرض، فقد تجاوز عمرها المعروف الـ 10 آلاف عام وما زالت في ريعان صباها، وهي متحف للتاريخ بحق وقد أدرجت اليونسكو مدينة حلب على لائحة مواقع التراث العالمي وتجتمع فوق أرضها أهم الشواهد المعمارية الخالدة عبر التاريخ ولحضارات كثيرة متنوعة.
وقداختيرت مدينة حلب التاريخية لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006 وقد جاء هذا الاختيار من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته المنعقدة بالجزائر عام 2004 وبالتعاون مع منظمة الثقافة الإسلامية على اختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية فهي مدينة تجاوز عمرها عشرة آلاف عام وما زالت تنبض بالحياة. وقد تم الاختيار بالإجماع على أن تكون مكّة المكرّمة مهد الوحي العظيم للإسلام هي أول عاصمة ثقافية للعام الحالي 2005 وان تكون حلب عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2006 بالمشاركة مع مدينة أصفهان الإيرانية.[6]
عصور ما قبل التاريخ
تدل الدراسات الآركيولوجية القديمة في تل السودا في حلب عن أن مدينة حلب مأهولة منذ العام 5000 قبل الميلاد على الأقل، مما يجعلها مكاناً آسراً لعلماء الآثار من كل حدب وصوب.
بدايات عصر البرونز
في الألفية الثالثة قبل الميلاد، كانت حلب مملكة مستقلة ذات روابط مميزة مع مملكة إبلا، وكانالأكاديون يدعونها مدينة آرمان. يقول المؤرخ جيوفاني بيتيانو بأن سرجون الأكادي دمر كلاً من مملكتي إيبلا وآرمان في القرن 23 قبل الميلاد.[
قسم من المعلومات مأخوذ من ويكيبيديا،
النصوص منشورة برخصة المشاع الإبداعي: النسبة-الترخيص بالمثل 3.0. قد تنطبق مواد أخرى. .