جازان
تاريخ جازان أو جيزان
جازان اسم يطلق على وجه العموم على الوادي المعروف من أعلاه إلى مصبه وما على عدوتيه من قرى. وورد اسم جازان في كتاب اليعقوبي وذكرها الهمداني. يوجد بها أثار ثمودية يرجع تاريخها إلى 8000 قبل الميلاد. مرت منطقة جازان بأطوار عديدة في الجاهلية والإسلام، ويلاحظ المتمعن في تاريخها ارتباطاً وثيقاً بينها وأقليم الحجاز وبخاصة في عهد النبوة إلى عصر القوة من أحداث التاريخ بنهاية الدولة العباسية ثم أخذت تكون كياناً مستقلاً عُرف في القرن الرابع الهجري بالمخلاف السليماني وهو الاسم الذي تميزت به المنطقة عن بقية أقاليم الجزيرة العربية حتى دخول المنطقة في العهد السعودي بأطواره المختلفة، ورغم تعاقب هذه الأطوار والعهود فإن المنطقة احتفظت بمكانتها السياسية الهامة لعدة اعتبارات منها: أولاً: موقعها على ساحل البحر الأحمر على الضفة الغربية منه قبالة الشواطئ الشرقية لافريقيا مما سمح باقامة علاقات تجارية بينها وبين هذه القارة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة كما تشير إلى ذلك الكتابات التوثيقية في المتاحف الوطنية في المملكة العربية السعودية. ثانياً: تُشكِّل سهولها وجبالها صلة الوصل بين الحجاز شمالاً واليمن جنوباً من أجل رحلة الشتاء القرشية فقد مدت عليها قريش نفوذها لتضمن سلامة رحلة الشتاء إلى اليمن. ثالثاً: حدوث المتغيرات في الحجاز وفي اليمن وخاصة في العصر الحديث. رابعاً: وجود الموانئ الطبيعية وتمددها على شواطئها حيث تبلغ عشرة موانئ، وخصوبة أراضيها ووفرة مياهها حيث تنحدر من أعالي جبال السروات إلى البحر الأحمر أكثر من تسعة عشر وادياً كل ذلك جعل لهذه المنطقة مكانة مرموقة في السلم والحرب قديماً وحديثاً. لكننا سنقتصر في الحديث عن هذا الجانب على مطلع القرن الرابع عشر الهجري فقد شهد ذلك القرن منذ بدايته متغيرات سياسية جسيمة على المستوى الدولي والإقليمي، فبدأت في الفترة سمات الضعف وبدايات الانهيار في الحكومة التركية ذات السيادة على المنطقة حتى لم يعد لها نفوذ ملموس، ويصوِّر لنا مؤرخ المنطقة القاضي عبد الله العمودي هذه الفترة وهو ممن عاصر هذه البدايات وضع المنطقة قبل قيام دولة الأدارسة يقول: «.. والشعب في غاية التوتر لعدم الضغط من الحكومة التركية». ويقول العقيلي: «والأتراك في جازان لا يتعدى حكمهم أول السبخة» وفي الضفة الغربية للبحر الأحمر في الجزء المقابل للمنطقة أخذت إيطاليا تبسط سيطرتها على القرن الأفريقي في اطار السباق الاستعماري المحموم على بلاد العالم العربي وما زالت تشدد قبضتها على تلك البلاد حتى أعلنت عام 1890م ان اريتريا أصبحت جميعها مستعمرة إيطالية «وقاعدتها مدينة مصوع على الضفة الغربية من البحر الأحمر المقابلة لتهامة»، وأصبحت «الحكومة الإيطالية على معلومات تامة ودراية كاملة بأحوال المخلاف السليماني». تطلعات الأشراف في الحجاز في شمال المنطقة، وأئمة صنعاء في جنوبها، ولكلا الجانبين نواياه وتربصاته. أما على المستوى الإقليمي: قيام دولة الأدارسة «1326 1351ه» ففي عام 1326هـ ونتيجة للصراع السياسي الذي أوجده ضعف الدولة التركية، دعا محمد بن علي الإدريسي لنفسه في صبيا ولاقت دعوته قبولاً كبيراً بين قبائل المنطقة مما أثار حفيظة الدولة التركية فعقدت معه معاهدة الحفاير بجازان سنة 1328هـ فأظهرت المعاهدة شرعية أمره في المنطقة مما دفع الحكومة التركية للصدام المسلح معه في معركة الحفاير في جمادى الأولى سنة 1329هـ فخرج منها منتصراً. وعندما لاحت نذر الحرب العالمية الأولى سارع الإدريسي بعقد معاهدة نيسان 1915م مع بريطانيا الحلفاء وضمت بها حرية الملاحة في موانئ المنطقة في الوقت الذي كانت في بريطانيا تفرض الحصار على جميع الموانئ التركية في البحر الأحمر.وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وعلى اثر موقعة عام «1337ه» وانتصار عبد العزيز آل سعود «1293 1373ه» فيها على اشراف الحجاز.. أدرك الإدريسي «ان هناك قوة ينبغي الركون إليها» وللعداء المستحكم بينه وبين جيرانه في الشمال والجنوب عقد محمد بن علي الإدريسي اتفاقية عام 1339ه مع الملك عبد العزيز المؤرخة في 10 صفر 1339ه، ولكن ما لبثت الأحداث ان عصفت بالبلاد بعد استقرار لم يدم طويلاً حيث نشب الصراع بين الأسرة الإدريسية نفسها بعد وفاة محمد علي الإدريسي في 6 شعبان 1341ه حيث قام بالأمر بعده ولده السيد علي الإدريسي ولم يرق هذا لعمه الحسن بن علي الإدريسي وبعض أفراد الأسرة الإدريسية. وعند تفاقم الحالة ووقوع النزاع بين الإمام وعمه بعثت الحكومة السعودية وفداً برئاسة محمد بن دليم يحاول إصلاح ذات البين وفعلاً وصل الوفد إلى المنطقة وبدأ اتصالاته، ولكن التوتر كان على أشده فظل الوفد يراقب الحالة حتى تمكَّن الحسن الإدريسي من السيطرة على الأوضاع، غادر الوفد البلاد عائداً إلى عسير. استغل إمام اليمن اضطراب الأحوال في المملكة الإدريسية فزحف على أجزائها الجنوبية والشرقية فاستولى على جبل شدا، وزحف على الحديدة وميدي. وعاودت إيطاليا اطماعها في المنطقة وأهدت للإمام سيارة جديدة فيات وكاد ان يقع في حيلها الاستعمارية لكن المجاهد الإسلامي أحمد شريف السنوسي نصح الحسن بطلب الحماية من السعودية لما بين الأسرتين من الصداقة التقليدية فعقدت معاهدة مكة المكرمة بين الملك عبد العزيز آل سعود والإدريسي بواسطة السنوسي وعرفت بمعاهدة مكة في 24 ربيع الآخر 1345ه «1926م» وعلى إثر ابرام المعاهدة كتب الملك عبد العزيز إلى إمام اليمن بما تم الاتفاق عليه للاحاطة ورجاء التوقف عن الزحف عن بقية إمارة الإدريسية وفي عام 1351ه صدر الأمر الملكي بتوحيد البلاد السعودية باسم المملكة العربية السعودية، ويصبح لقب حاكمها ملك المملكة العربية السعودية. وفي أول شهر رجب 1351ه انقلب الإدريسي على الحكومة السعودية وحاصر الحامية السعودية في قلعتهم بمدينة جازان حتى استسلمت وما هي إلا بضعة أيام حتى وصلت الجيوش السعودية إلى المنطقة وغادرها الإدريسي، إلا ان هذا الاستقرار لم يطب لإمام اليمن فتقدم جند من جيش الإمام يحيى سنة 1352ه 1932م إلى جبال جازان ونجران وعلم الملك عبد العزيز بالأمر فاستعظمه وأنذر الإمام بوجوب سحب القوات اليمانية فلم يستجب وبعد عدة برقيات ومفاوضات بين الجانبين نشبت الحرب وأقبلت قبائل المنطقة شبابها وشيوخها إلى أمير المنطقة حمد الشويعر يطلبون منه التقدم إلى أرض القتال فرفع للملك بذلك فكانوا أثناء تقدم القوات في مقدمة طلائع الجيش السعودي لما لهم من خبرة في الحدود، والبلاد المجاورة وفي يوم 27/12/1352 ه 1933م وصل الأمير فيصل بن عبد العزيز إلى مدينة جازان واحتفى به المواطنون احتفاء بهيجاً ثم تحرك ركب سموه إلى خط الحدود ليتولى قيادة الميدان وفي 11 محرم 1353ه أمر الملك عبد العزيز بوقف الزحف بعد وصول القوات السعودية إلى الحديدة وبناء على طلب إمام اليمن جرت المفاوضات بين الدولتين بعقد معاهدة اخوية فكانت معاهدة الطائف المعروفة في 6 صفر 1353ه 21/5/1934م التي أنهت حالة الحرب بين البلدين ورسمت خط الحدود بينها وسلم الأدارسة للحكومة السعودية وبدأ الملك عبد العزيز مواصلة البناء والتنمية. وفي عام 1376ه تولى الأمير تركي بن أحمد السديري حتى عام 1397ه إمارة المنطقة خلفاً للأمير سليمان بن جبرين، ثم خلفه ابنه الأمير محمد بن تركي السديري مكث أميراً لها إلى ان أُحيل عام 1421ه وخلفه الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود بتاريخ 7/2/1422ه ومنذ تولي سموه الكريم إمارة منطقة جازان شهدت العديد من المشاريع التنموية والحيوية فأهالي جازان كلهم أمل في أميرهم المحبوب.
وتاريخ جازان العريق خلَّف من خلْفه آثاراً عريقة شهدت بما كانت تحتله هذه المنطقة من أهمية كبرى رغم اختلاف الزمان بين الماضي والحاضر إلا أن المكان بقى خالداً وشامخاً يحكي حضارة سلف لم نعرف عنهم الكثير ولكن من خلال الأطلال عرفناهم وعرفنا مدى تاريخ لؤلؤة الجنوب. الآثار بمنطقة جازان: يقصد بالآثار عموماً الأشياء التي صنعها الإنسان أو استعملها من مسكن ودور للعبادة وأثاث وأدوات وفن ثم خلفها وراءه وقد عرفت البشرية منذ القدم بعض مظاهر العناية بالأشياء القديمة ذلك أن الاهتمام بآثار السلف والحرص على امتلاكها وتخليد ذكر أصحابها والاستمتاع بجمالها مرتبط بالنوازع والغرائز البشرية التي تمثل حب التملك وتذوق الجمال وحب المعرفة فمنطقة جازان والتي وصفها المؤرخون بلؤلؤة الجنوب وعروس الفل والكاذي غنية بالآثار القديمة والتي تدل على عراقتها تاريخياً ومن هذه الآثار ما يلي: 1- مدينة عثر : وهي مدينة أثرية على ساحل البحر الأحمر غرب مدينة صبيا بمسافة 16 كيلو متراً تقريباً باتجاه قوز الجعافرة وهي مدينة مشهورة وقد لعبت دوراً مهماً في التجارة والاقتتصاد وكان سوقها من الأسواق المعروفة في الجزيرة العربية وأما مكانها حالياً فهو عبارة عن مدينة اندثرت وطغت الرمال على أطلالها وفي النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ضمها سليمان بن طرف الحكمي أمير المخلاف إلى مخلافه وضرب بها الدينار العثري الذي عرف بذلك الاسم ونقل حكومته إلى عثر لتصبح عاصمة المخلاف ما زاد أهميتها السياسية والجغرافية والاقتصادية وأصبح ميناؤها من أنشط المواني بعد ميناء جدة في ذلك الزمان. 2- مدينة الشرجة: وهي مدينة آثرية في ساحل الموسم وذكر أن السيل أجتاح أنقاضها وممن نوه بها ابن خردازية والبشاري وياقوت الحموي وابن بطوطة في رحلته وهي اليوم لا عين ولا آثر لها وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها. 3- موقع السهي: ويعتبر أهم موقع ساحلي يبعد 40 كيلو متراً جنوب مدينة جازان وأنقاضها مشكلة بأكملها من القواقع البحرية مختلطة بمجموعة كبيرة من كسر الأواني الفخارية وتشغل مساحة 900x100م على ساحل رملي قديم وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها. 4- بلدة المنارة: اسم بلدة أثرية تتناقل عنها الأخبار والإشاعات من وجود نقود وآثار وأوان فخارية الشيء الكثير ويقال إنها بلدة طغت فسخط الله سبحانه وتعالى عليهم والله أعلم وه
الموقع والمساحة
مدينة جازان هي العاصمة الإدارية لمنطقة جازان وتقع مدينة جازان في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية بين خطي الطول 42 درجة و8 ،43 درجة وخطي العرض 5 ،16 درجة و17 درجة،
جغرافيا
تقع منطقة جازان في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية بين خطي الطول 42 درجة و8 ،43 درجة وخطي العرض 5 ،16 درجة و17 درجة، ويحدها من الجنوب والشرق الجمهورية اليمنية ومن الشمال منطقة عسير ومن الغرب البحر الأحمر وتبعد عن مدينة الرياض بمسافة 1000 كيلومتراً وعن مدينة مكة المكرمة بمسافة 700كيلومتراً. وتتميز المنطقة بطول سواحلها على البحر الأحمر والتي تُقدَّر بحوالي 200 كيلومتر وجبالها الشاهقة الخضراء في الجهة الشرقية ويتبع المنطقة عدة جزر في البحر الأحمر أهمها وأكبرها جزيرة فرسان وتقدر مساحة منطقة جازان بحوالي 24000 كيلومتر مربع وهذا يعني انها تحتل مساحة 6 ،0% من مساحة وطننا الغالي. جغرافية جازان منطقة جازان منطقة تتميز بتنوع جغرافي رائع وتختلف عن بقية مناطق المملكة بجغرافيتها الفريدة وتملكها لكافة التضاريس وهذا ما جعلها منطقة مؤهلة لكافة الأعمال السياحية، فنجد المناطق الجبلية تحدها شرقاً.. وتتميز بجوها الرائع الساحر ونجد البحر بشواطئه الجميلة يحضنها من الغرب.. فضلاً عن الكثبان الرملية والسهول والتلال الزراعية الخضراء التي تتميز بها المنطقة وتجعلها من أجود مناطق المملكة زراعة وهذا ما انعكس شعراً على أبنائها.. إن التنوع الجغرافي للمنطقة يُعد فرصة مناسبة للاستثمار السياحي إن وجد من يُثمِّن هذا التميُّز.
أشهر المرتفعات بجازان:
جبال فيفاء والملقبه (بنجمة الجنوب ومعشوقة السحاب) جبال بني قيس وجبال العبادل وجبل سلا وهذه المرتفعات تقع في القسم الجنوبي الشرقي من المنطقة.. جبال بلغازي الواقعة شرقي المنطقة. جبال هروب. جبال الريث. جبال الربوعة. جبال القرشة. جبال الحشر.وجبال بني مالك خولان في شمال شرق منطقة جازان، بين خطي الطول (04َ،43ْ وَ 18َ، 43ْ) درجة شـرقاً، ...
أودية منطقة جازان:
الفصل الرئيسي في المنطقة هو فصل الخريف، تنعقد الغيوم وتهطل الأمطار وتفيض السيول، وفي المنطقة حوالي 29 وادياً وإذا عرفنا ان كمية المياه التي تتخزن في سد وادي جازان هي 45 مليون لتر مكعب، وليس هذا الوادي بأكبر أودية المنطقة وإنما نفذ مشروع السد فيه للتحكم في مياهه واستغلالها في ري أراضيه الخصبة، لاعتبارات فنية كقربه من العمران واعتدال كمية المياه به فرأت ان تتخذ منه مشروعاً نموذجياً، وإلا فهناك وادي بيش وهو على أقل تقدير يفيض من المياه بكثافة أضعاف ما يفيض به وادي جازان وان في المنطقة أودية في منسوب وادي جازان وهناك اثنان وعشرون وادياً من الدرجة الثانية إلى السادسة، وفيما يلي أودية منطقة جازان: «وادي بيض، وادي بيش، وادي ذهبان، وادي تعشر، وادي الكور، وادي خلب، وادي المعاين، وادي جازان، وادي نخلان، وادي ضمد، وادي الرباح، وادي صبيا، وادي الأملح، وادي عتود، وادي جوراء، وادي سمرة، وادي وساع، وادي شهدان، وادي هروب, وادي حمضة، وادي الخمس، وادي الردحة، وادي رملان، وادي بلاج، وادي ريم، وادي عرمرم، وادي غوان، وادي الفجا، وادي مقاب وادي دفا».